الكشف والتدخل في مجال الاعاقة النمائية أ/ سماهر الردادي المقال الثالث
وزارة التعليم
جامعة الملك عبد العزيز
مقرر
التدخل المبكر
عنوان الموضوع
الكشف والتدخل المبكر في مجال الاعاقات النمائية
اسم الطالبة/ سماهر رابح الردادي
الرقم الجامعي/ ٢٠٠٠٧٦٧
اشراف الدكتورة
منال باعامر
مقال عن
الكشف والتدخل في مجال الاعاقة النمائية
الملخص:
تهدف هذه المقالة إلى التعرف على الكشف والتدخل المبكر في الاعاقات النمائية، حيث تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة فرصة كبيرة وحساسة للنمو الأمثل للدماغ حيث تنمو المجالات اللغوية والإدراك والحركية والاجتماعية والانفعالية بسرعة في تلك السنوات الأولى، كما عرفت الإعاقة النمائية بأنها مجموعة غير متجانسة من الحالات التي يمكن أن تؤثر على نمو الوظائف الحسية والمعرفية والجسدية لدى الأطفال وتعتبر الاعاقات النمائية أكثر الاعاقات في مرحلة الطفولة انتشارا، كما يؤكد أسر الأطفال ذوي الاعاقات النمائية كما ورد في تقرير مركز تنمية الطفل في جامعة هارفارد على أن:
· هناك حاجة ملحة وكبيرة للتعرف على صغار الأطفال الذين يحتاجون إلى خدمات في أقرب وقت ممكن لضمان توفير التدخل المبكر واللازم في الفترة التي يكون فيها الدماغ النامي أكثر قدرة على التغيير.
· برامج التدخل المبكر عالية الجودة لصغار الأطفال المعرضين للخطر يمكن أن تقلل من حدوث المشاكل المستقبلية في تعلمهم وسلوكهم وحالتهم الصحية.
من المحتمل أن يكون التدخل المبكر أكثر فاعلية وأقل تكلفة عندما يتم التعرف المبكر وتقديمه مبكر وليس لاحقًا
المقدمة
تعتبر مرحلة الطفولة المبكرة فرصة كبيرة وحساسة للنمو الأمثل للدماغ حيث تنمو المجالات اللغوية والإدراك والحركية والاجتماعية والانفعالية بسرعة في تلك السنوات الأولى وتتفاعل مع بعضها بشكل متبادل ومن خلالها يتعلم الطفل أن يكون أكثر استقلالية. فعندما يستخدم الطفل حاسة البصر يصل إلى الأشياء ويلعب بها وبالتالي تنمو لديه المهارات الحركية والتآزر. وتؤثر العوامل البيولوجية والنفسية الاجتماعية والبيئية بشكل كبير على بنية وعمل الدماغ أثناء نموه. فعندما يحصل الطفل على التغذية المناسبة ويحصل على ففرص للعب فانه يستكشف ببيئته بالتدريج ويتفاعل مع القائم على تقديم الرعاية له وهذا ما يعزز من نموه النفسي والاجتماعي وان لم يحصل الطفل على ذلك فقد يعوق نمو الدماغ وجودة حياة الطفل مدي الحياة (Britto, Lye, Proulx, Yousafzai, Matthews, Vaivada, Bhutta, 2017, 91-92).
ويمكن تعريف تأخر النمو Development Delay على أنه انحراف عن المعالم المعيارية للنمو في الجانب المعرفي أو اللغة أو الحركة أو النمو الاجتماعي والانفعالي بينما تغطى الاعاقات النمائية Developmental Disabilities مجموعة غير متجانسة من الحالات التي يمكن أن تؤثر على نمو الوظائف الحسية والمعرفية والجسدية لدى الأطفال وتعتبر الاعاقات النمائية أكثر الاعاقات في مرحلة الطفولة انتشارا وهناك تقديرات تفيد أن 53 مليون طفل أقل من عمر خمس سنوات على مستوي العالم يعانون من اعاقات نمائية (Boggs, Milner, Chandna, 2019, 22, Rosenbaum, & Gorter, 2012, 457).
ويمتد تأثير الاعاقات النمائية الى ما هو ابعد من القدرات الوظيفية فالأطفال ذوي تلك الاعاقات واسرهم أكثر عرضة للانعزال والاستبعاد الاجتماعي والاستبعاد من التعليم والوصمة والعنف هذا بخلاف أن تربية طفل يعاني من الاعاقات النمائية يشكل تهديد وضغط كبير على كاهل الاسرة ويفرض ضغوط وقلق واكتئاب وهذا ما قد يؤدي الى الانهاك البدني والانعزال الاجتماعي والمرض النفسي لدى الاسر ومقدمي الرعاية هذا بخلاف أن هناك نقص عام في الخدمات والدعم المتاح للأطفال ذوي الإعاقات النمائية وأسرهم وخاصة في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل (Jones, Bellis, Wood, Hughes, McCoy, Eckley, Bates, Mikton, Shakespeare, & Officer, (2012, 899).
وفى الواقع تستبعد العديد من البرامج والدراسات الأطفال ذوي الاعاقات النمائية لأنهم يحتاجون الى اعتبارات خاصة بخلاف ان هؤلاء الأطفال لا يظهرون أي تقدم نمائي ملموس وهذا ما يجعلهم اقل في الحصول على فرص التحفيز والاستثارة واقل في الفرص التعليمية والخدمات الصحية، ونتيجة لاستبعاد هؤلاء الأطفال ذوي الاعاقات النمائية من البرامج والخدمات يؤدى الى استمرار دورة النمو الهشة ومن ثم فإننا نؤكد على أهمية التدخل النمائي في مرحلة الطفولة لهؤلاء الأطفال وتخطيط الخدمات الشاملة وتوصيلها لهم (Zuurmond, Nyante, Baltussen, Seeley, Abanga, Shakespeare, Collumbien, & Bernays, 2019, 45)
إن التعرف المبكر على الأطفال الذين يعانون من الإعاقات النمائية إضافة الي التدخل في مرحلة الطفولة المبكرة يحسن فرص هؤلاء الأطفال في زيادة إمكاناتهم النمائية وأدائهم إلى أقصى حد بالإضافة إلى جودة حياتهم ومشاركتهم الاجتماعية. فالتعرف والاكتشاف المبكر للإعاقات النمائية يساعد في التعرف على حالات الاعاقات النمائية في الوقت المناسب ومن ثم تقديم التدخل لهم مما يعزز من نموهم واكتسابهم للمهارات والسلوكيات الجديدة التي تحسن من تعلمهم هذا بخلاف أن العديد من برامج التدخل المبكر يكون لها فوائد أكبر لمقدمي الرعاية مثل تثبيت المساندة والدعم وتقويتها وبالتالي مساعدة الطفل على بناء معارفه والثقة واكتساب استراتيجيات مواجهة إيجابية وهو ما يؤثر على صحتهم (Scherzer, Chhagan, Kauchali, & Susser, 2012, 1079).
كما أن التدخل والاكتشاف المبكر للإعاقات النمائية يجعل من السهولة بمكان تقديم الرعاية الطبية اللازمة في الوقت المناسب والتخطيط التربوي والدعم الاسري والتعليم الامر الذي يقلل من حجم المعاناة التي تعاني منها أسر هؤلاء الأطفال. والاكتشاف والتدخل المبكر يحتاج الى مرحلتين رئيسيتين هما: المرحلة الاولي وتستلزم اجراء الفحوصات اللازمة على جميع الأطفال لفرز الأطفال المعرضين لخطورة الاعاقات النمائية وذلك في ضوء الملاحظة الاكلينيكية والكشف عن المحددات والمحكات الخاصة بتشخيص تلك الاعاقات والمرحلة الثانية وتستلزم اجراء فحوصات اكثر عمقا للأطفال المعرضين للخطورة ويتم في هذه المرحلة التفريق بين الاعاقات والاضطرابات النمائية المختلفة وتحديد العلاج المناسب في ضوء قدرات الأطفال واوجه القصور لديهم (Willemsen-Swinkels, & van Engeland, 2004, 256)
ومن الممكن أن تتألف برامج التدخل المبكر من مجموعة من الخدمات المتناسقة ومتعددة التخصصات تشمل الرعاية القائمة على المستشفى والبرامج المدرسية والرعاية الوالدية ودعم المجتمع والعلاجات المنزلية في مرحلة الطفولة ومن الملاحظ أن معظم خدمات التدخل المبكر تتمركز حول الاسرة وبالتالي فعلى الأرجح أنها ستؤدي الى مزيد من الشعور بالرضا عن الخدمات وتحسين جودة الحياة النفسية والاجتماعية لدي الطفل ومقدم الرعاية له (Spittle, Orton, Anderson, Boyd, & Doyle, 2015, 1).
ان اكتشاف الاضطرابات النمائية في مرحلة عمرية مبكرة والتدخل المبكر لها أهمية كبيرة لان التدخل المبكر قد ينجح بسبب المرونة العصبية neuroplasticity فالمنطقة المصابة يمكن تعديلها وخاصة إذا تم الاكتشاف بين عمر شهرين أو ثلاثة أشهر وقبل عمر السادسة أو الثمانية أشهر ونظرا لأن هناك 15-18% تقريبا من الأطفال في الولايات المتحدة لديهم اعاقات نمائية أو سلوكية ولذا توصي الاكاديمية الامريكية لطب الأطفال المعنية بالأطفال ذوي الاعاقات ان يستخدم الأطباء أدوات كشف معتمدة ومقننة وتخضع للإشراف الصحي. ولذا فان مقدمي خدمات التدخل المبكر ينبغي عليهم المراقبة والإدارة الوقائية لسلوك الأطفال ونموهم حيث وجد أن 12-15% من الأطفال المدرجين في مراكز الرعاية الأولية يعانون من مشكلات نفسية واجتماعية الا أن مجموعة بسيطة فقط من هؤلاء الأطفال من يتم التعرف عليهم واكتشافهم واحالتهم للعلاج (Ristovska, Jachova, & Trajkovski, 2014, 8).
فتعد الخبرات الإيجابية المبكرة من المتطلبات الأساسية للنجاح في المدرسة والعمل والمجتمع فيما بعد. ولقد اتضح أن الخدمات المقدمة للأطفال الذين يعانون من الاعاقات النمائية أو المعرضون لخطر تأخر النمو تؤثر بشكل إيجابي على اللغة والتواصل والنمو المعرفي والنمو الاجتماعي الانفعالي. كما يمكن القول إن اسر هؤلاء الاطفال تستفيد من التدخل المبكر من خلال زيادة القدرة على تلبية الاحتياجات الخاصة لأطفالهم بشكل أفضل ومن بين الفوائد التي تعود على المجتمع تقليل العبء الاقتصادي عن طريق تقليل الحاجة إلى التربية الخاصة (Landa, Holman, O’Neill, & Stuart, 2010, 13).
ويتضح أن هناك نقص كبير في الاخصائيين المدربين والمؤهلين بشكل جيد من ذوي الخبرة في خدمة الأطفال الذين يعانون من مشاكل سلوكية أو انفعالية (مثل الاكتئاب والقلق) والتي تؤثر سلبًا على التعلم المبكر والتفاعلات الاجتماعية وجودة الحياة العامة لدى ما يقدر بـ 9 ٪ إلى 14٪ من الأطفال من عمر الولادة حتى سن الخامسة (Osofsky, & Lieberman, 2011, 120) ولذا تؤكد أسر الأطفال ذوي الاعاقات النمائية كما ورد في تقرير مركز تنمية الطفل في جامعة هارفارد على أن:
· هناك حاجة ملحة وكبيرة للتعرف على صغار الأطفال الذين يحتاجون إلى خدمات في أقرب وقت ممكن لضمان توفير التدخل المبكر واللازم في الفترة التي يكون فيها الدماغ النامي أكثر قدرة على التغيير.
· برامج التدخل المبكر عالية الجودة لصغار الأطفال المعرضين للخطر يمكن أن تقلل من حدوث المشاكل المستقبلية في تعلمهم وسلوكهم وحالتهم الصحية.
· من المحتمل أن يكون التدخل المبكر أكثر فاعلية وأقل تكلفة عندما يتم التعرف المبكر وتقديمه مبكر وليس لاحقًا (Center on the Developing Child at Harvard University, 2010)
مع تمنياتي لكم بالتوفيق: أ/ سماهر الردادي.
References:
Boggs, D., Milner, K.M., Chandna, J., (2019). Rating early child development outcome measurement tools for routine health programme use Archives of Disease in Childhood 2019;104:S22-S33.
Britto, P. R., Lye, S. J., Proulx, K., Yousafzai, A. K., Matthews, S. G., Vaivada, T., Perez-Escamilla, R., Rao, N., Ip, P., Fernald, L., MacMillan, H., Hanson, M., Wachs, T. D., Yao, H., Yoshikawa, H., Cerezo, A., Leckman, J. F., Bhutta, Z. A., & Early Childhood Development Interventions Review Group, for the Lancet Early Childhood Development Series Steering Committee (2017). Nurturing care: promoting early childhood development. Lancet (London, England), 389(10064), 91–102. https://doi.org/10.1016/S0140-6736(16)31390-3.
Center on the Developing Child at Harvard University (2010). The foundations of lifelong health are built in early childhood. https://developingchild.harvard.edu/resources/the-foundations-of-lifelong-health-are-built-in-early-childhood/
Jones, L., Bellis, M. A., Wood, S., Hughes, K., McCoy, E., Eckley, L., Bates, G., Mikton, C., Shakespeare, T., & Officer, A. (2012). Prevalence and risk of violence against children with disabilities: a systematic review and meta-analysis of observational studies. Lancet (London, England), 380(9845), 899–907. https://doi.org/10.1016/S0140-6736(12)60692-8.
Landa, R. J., Holman, K. C., O’Neill, A. H., & Stuart, E. A. (2010). Intervention targeting development of socially synchronous engagement in toddlers with autism spectrum disorder: A randomized controlled trial. Journal of Child Psychology and Psychiatry, 52(1):13-21. doi:10.1111/j.1469-7610.2010.02288.
Osofsky, J. D., & Lieberman. A. F. (2011). A call for integrating a mental health perspective into systems of care for abused and neglected infants and young children. American Psychologist, 66(2), 120–128. doi: 10.1037/a0021630.
Ristovska, L., Jachova, Z., & Trajkovski, V. (2014). Early detection of developmental disorders in primary health care. Paediatria Croatica 58(1):8-14. DOI: 10.13112/PC.2014.2.
Rosenbaum, P., & Gorter, J. W. (2012). The 'F-words' in childhood disability: I swear this is how we should think!. Child: care, health and development, 38(4), 457–463. https://doi.org/10.1111/j.1365-2214.2011.01338.x.
Scherzer, A. L., Chhagan, M., Kauchali, S., & Susser, E. (2012). Global perspective on early diagnosis and intervention for children with developmental delays and disabilities. Developmental medicine and child neurology, 54(12), 1079–1084. https://doi.org/10.1111/j.1469-8749.2012.04348.x.
Spittle, A., Orton, J., Anderson, P. J., Boyd, R., & Doyle, L. W. (2015). Early developmental intervention programmes provided post hospital discharge to prevent motor and cognitive impairment in preterm infants. The Cochrane database of systematic reviews, (11), CD005495. https://doi.org/10.1002/14651858.CD005495.pub4.
Willemsen-Swinkels S., & van Engeland H. (2004) Prevention and Early Detection of Developmental Disorders. In: Remschmidt H., Belfer M.L., Goodyer I. (eds) Facilitating Pathways. Springer, Berlin, Heidelberg. https://doi.org/10.1007/978-3-642-18611-0_19.
Zuurmond, M., Nyante, G., Baltussen, M., Seeley, J., Abanga, J., Shakespeare, T., Collumbien, M., & Bernays, S. (2019). A support programme for caregivers of children with disabilities in Ghana: Understanding the impact on the wellbeing of caregivers. Child: care, health and development, 45(1), 45–53. https://doi.org/10.1111/cch.12618.
تعليقات
إرسال تعليق