تحديات وحواجز التدخل المبكر- أ/ جمانة محمد الغامدي

 

المملكة العربية السعودية

جامعة الملك عبد العزيز

كلية الدراسات العليا التربوية

قسم التربية الخاصة

 

 

 



 

تحديات وحواجز التدخل المبكر

Challenges and barriers to early intervention

 

إعداد الطالبة

جمانة محمد علي الغامدي

اشراف الدكتورة

منال يحيى باعامر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المستخلص:

هدفت المقالة إلى فهم ارتفاع إحصائيات أعداد ذوي الاحتياجات الخاصة بالرغم من احتواء تربية الأطفال ما دون الخمس سنوات وانطلاقاً ببرامج التدخل المبكر منذ التسعينات. يثير ذلك حفيظة الباحثة إلى أن هناك أسباباً تحول دون نجاح تلك البرامج، تذكرها بصفتها ضغوطات متعددة وتشير إلى معناها الإجرائي والتعريف بتوجهات المختصين تجاه المعوقات وكيفية فهمهم لها إضافة إلى الدراسات التي اختصت بفهم المعوقات المتعلقة بالأسرة والمعوقات المانعة للعمل في ميدان التدخل المبكر مع ذكر التقسيم من وجهة نظر الباحثة وتختمها باقتراحات من شأنها معالجة معوقات التدخل المبكر والحد منها.

 

المقدمة والإطار النظري

"أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي" عدا في ميدان التربية الخاصة "فكلما أتيت مبكراً كان أفضل". لم تضع الباحثة جملتها بداية المقال عبثاً بل لما لوحظ على الكشف المبكر من آثار إيجابية على أي تأخر حسي أو نمائي. ففي التسعينات توسع مفهوم التربية الأساسية من انحصاره في الصفوف الابتدائية ليشمل السنوات المبكرة من عمر الطفل إشارة إلى أهمية الأخرى على مخرجاتها.

وفي العقد الأخير ظهرت ملامح التقدم المتصلة بالتدخل المبكر للأطفال الذين يعانون من تأخر النمو، حيث تناول الباحثون قضايا كبرى في كل من علم النمو والتدخل. حتى تجلت آثاره الإيجابية على واقع الأطفال المتأخرين نمائياً.

أما على الصعيد الدولي، أنشأت بلدان كثيرة التعليم الشامل لما قبل المدرسة، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية. ويتيح التعليم الشامل لمرحلة ما قبل المدرسة فرصة للأطفال الذين يعانون من حالات تأخر للاستفادة من هذه البيئات الشاملة (Michael J. Guralnick,2015).

وعلى الرغم من تلك الجهود في تحسين الأوضاع المتعلقة بالأطفال بمرحلة ماقبل المدرسة، إلا أن هناك تزايد بأعداد ذوي الإعاقة بتفاوت حالاتهم وعلى مختلف مجتمعاتهم إذ تشير التقديرات الواقعية إلى تأثر ما يقرب من 780 مليون طفل ما بين الولادة و5 سنوات (,2003Olness).

مما يدفع الباحثة لطرح سؤال جوهري بهذا الشأن:

-        ماعوائق نجاح برامج التدخل المبكر؟

مصطلحات المقال:

التدخل المبكر: الكشف والتعرف على أي قصور نمائي عند الطفل لسن ما قبل المدرسة عن طريق تقديم كافة الخدمات اللازمة .

المعوقات: جميع العوامل أو الظروف التي تحول دون الحصول وتقديم خدمات التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة من وجهة نظر أولياء الأمور (الشهري،2018).

المعوقات الأسرية: المعوقات المتعلقة بالأسرة.

المعوقات المجتمعية: المعوقات المتعلقة بالمجتمع المحلي للطفل.

المعوقات المؤسسية: المعوقات المتعلقة بالمؤسسات كالمستشفيات ومراكز التدخل المبكر.

 

من الواضح أن الإمكانيات غير العادية للإعاقات الذهنية لدى الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة بجميع أنحاء العالم تشكل مصدر قلق كبير، بمعنى أدق ما أوصلنا إلى ذلك الرقم يكمن في وجود تحديات ضاغطة تسهم بالتأخر في هذه العملية رغم أهميتها ، وعليه تذكر الباحثة المعوقات من زاويتين :

معوقات العمل في مراكز التدخل المبكر:

في دراسة أجرتها عسيري (2017) تهدف للتعرف عن معوقات العمل في مراكز التدخل المبكر من وجهة نظر المعلمات والوالدين وأساليب علاجها في المنطقة الشرقية وقد تكونت عينة الدراسة من ٤٥ معلمة و١٠٠ ولي أمر من ذوي الإعاقة واتبعت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي باستخدام أسلوب الاستبانة.

معوقات الحصول على خدمات التدخل المبكر:

في دراسة أجرتها الشهري (2018) تهدف للتعرف على معوقات الحصول على خدمات التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة من جهة نظر أولياء الأمور، تم اختيار العينة عشوائياً وتكونت من 140 ولي أمر لأطفال تحت عمر السبع سنوات بمدينة الرياض، استخدام المنهج الوصفي بأسلوب الإستبانة.

ويمكن تلخيص نتائج كلتا الدراستين بأنهما أجمعا على تصنيف المعوقات إلى ثلاث أنواع :

"معوقات أسرية والمتمثلة بالجانب النفسي للأسرة وعدم تقبل وجود طفل معاق وبالتالي تأخر في عملية التدخل المبكر.

 ومعوقات مجتمعية إذ أشارت النتائج بوجود ضعف بالثقافة المجتمعية بالتدخل المبكر وأهميته، وكذلك ضعف الاهتمام بالوقاية في مرحلة ما قبل الحمل، واتجاهات المجتمع السلبية تجاه ذوي الأسر التي لديها طفل من ذوي الإعاقة.

إلى جانب المعوقات المؤسسية التي من أهمها النقص في الكوادر المتخصصة العاملة في مجال التدخل المبكر وعدم وجود برامج أكاديمية في الجامعات بمجال التدخل المبكر، إضافة إلى ضعف الدور الإعلامي لمؤسسات التدخل المبكر القائمة عن برامجها والخدمات التي تقدمها"    (الشهري،2018)(عسيري،2017).

 

وترى الباحثة أن تقسم المعوقات على النحو التالي:

-        التحديات الإدارية وتشمل أي خلل خارج عن إرادة الأسرة ويتعلق بجاهزية البرنامج بشرياً ومادياً.

-        التحديات الاجتماعية وتضم أي معيق يتمحور حول الأسرة بغض النظر كان متعمد أم غير مقصود، مباشر أم غير مباشر. كأن يكون مدى التقبل المجتمعي لأسرة الطفل المعاق.

  ويشير إليها (الخطيب،2013) تحت مظلة واحدة لتحتوي على:

-        نقص الكوادر المدربة

-        تجاهل لاهتمامات الأسرة

-        افتقار لأدوات كشف ومقاييس مقننة على البيئة

-        قلة الوعي المعرفي بالتدخل المبكر

-        الفقر وصعوبة الحصول على الخدمات

-        توقع حلول سحرية لمشكلات الأبناء

ويذكر(الزبون،الزيود،2015) التحديات المؤثرة في دعم الدمج بمرحلة الطفولة المبكرة:

-        تدني جودة الخدمة

-        الرواتب القليلة للموظفين

-        اختلالات في بنية الإدارة والفلسفات التربوية المتبعة

الحاجة إلى تنسيق منظم للخدمات:

تنسيق الخدمات:

"إن مهمة منسق الخدمات التأكد من تطوير خطة الخدمات الأسرية الفردية للأطفال من الميلاد إلى الثلاث سنوات وأسرهم. ويجب تقديم مساعدة متخصصة لدعم تحقيق الأسرة لأهدافها . ويعد تنسيق الخدمات جزء متكامل من عملية إعداد خطة الخدمات الأسرية الفردية" (الزبون،الزيود،2015).

إذ تشير بعض الدراسات الى الحاجة لمنسق مستقل عن الفريق المتعدد التخصصات لتسهيل أنشطة التعاون والتكامل بين المؤسسات على عكس أن يكون المنسق من ضمن الفريق.

 

الخاتمة:

إن عملية التعرف على الإعاقة ليست بالأمر السهل، فكيف بالإعتراف بها خاصة في السنوات الأولى من عمر الطفل. ولكن مما يفعل هذه العملية ابتداءاً من الكشف وصولاً إلى تقديم الخدمات، هو تظافر الجهود وتيسير الأمور مابين الجهات المسؤولة والأسرة أي المحيط الكلي للطفل، لخلق بيئة عمل تشاركيه بغية تجاوز كافة العقبات وتدارك الأزمات والوصول بالطفل إلى النمو الطبيعي مع أقرانه وهذا ماتبنى عليه رؤية التدخل المبكر، ولتحقيق هذه الرؤية توصي الباحثة بعدة اقتراحات.

-        تعزيز مفهوم الاختلاف والتباين بين الأطفال في المدارس.

-        تأسيس برنامج تأهيلي منزلي للأسر ذوي الأطفال المتأخرين نمائياً.

-        جعل برنامج التدخل المبكر لزاماً على الأهل في حال توفر لديهم طفل متأخر نمائياً.

-        انحصار فريق متعدد التخصصات لبرامج التدخل المبكر على المتخصصين ذوي الخبرة والشهادات العليا.

-        توفر وحدة إرشاد لبرنامج التدخل المبكر بداخل كل المستشفيات الكبرى.

-        انشاء خط ساخن لوحدة التدخل المبكر تابع للجهات الحكومية لاستقبال كافة استفسارات الأسر.

المراجع العربية:

-        الزبون إيمان خليف، الزيود نواف صالح (2015). تكييف مناهج الطفولة المبكرة للأطفال ذوي الحاجات الخاصة الطبعة الأولى، دار الفكر: عمان

-        الخطيب جمال، الحديدي منى (2013). التدخل المبكر مقدمة في التربية الخاصة في الطفولة المبكرة الطبعة السادسة، دار الفكر: عمان

-        الشهري خلود عبدالله (2018). معوقات الحصول على خدمات التدخل المبكر للأطفال ذوي الإعاقة من وجهة نظر أولياء أمورهم. مجلة التربية الخاصة والتأهيل. مؤسسة التربية الخاصة والتأهيل.

-        عسيري سلوى محمد سعيد (2017). معوقات العمل في مراكز التدخل من وجهة نظر المعلمات والوالدين وأساليب علاجها في المنطقة الشرقية . رسالة ماجستير: جامعة الملك فيصل.

المراجع الأجنبية:

-        Michael J. Guralnick (2015) Early Intervention for Children with Intellectual Disabilities. Journal of Applied Research in Intellectual Disabilities. University of Washington, Seattle.

 

 

 

 

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

منهج فريدريك فروبل

أهمية برامج التدخل المبكرأ/سماهر الردادي المقال السادس