أهمية برامج التدخل المبكرأ/سماهر الردادي المقال السادس
وزارة التعليم
جامعة الملك عبد العزيز
مقرر
التدخل المبكر
عنوان الموضوع
أهمية برامج التدخل المبكر
اسم الطالبة/ سماهر رابح الردادي
الرقم الجامعي/ ٢٠٠٠٧٦٧
اشراف الدكتورة
منال باعامر
مقالة بعنوان:
أهمية برامج التدخل المبكر
الملخص:
تهدف هذه الورقة البحثية إلى التعرف على أهمية التدخل المبكر حيث عرفت التدخل المبكر: إلى انه نظام من الخدمات المصممة لتحقيق نتائج أكاديمية واجتماعية أفضل للأطفال منخفضي الدخل والمعرضين لمخاطر الصعوبات الأكاديمية في سن ما قبل المدرسة، بالإضافة إلى الخدمات التي تقدم للأطفال ذوي الإعاقات المختلفة التي تعيق نموهم الطبيعي. وذكرت الباحثة: برامج دعم التدخل المبكر لنمو الطفل: النمو البدني، المعرفي، الاجتماعي و الانفعالي, والسلوكي، كما القت الضوء على نظريات السلوكيين حيث أن الاستعداد والبيئة تشكلان نمو الفرد وحياته ومن ثم تحتل برامج التدخل المبكر مكانه فريدة في مجال التعليم، كما وضحت النظرية الاجتماعية لبندورا أنها تستند الى التعلم العرضي ودعم السلوك الإيجابي للطفل، كما وضحت أسباب نجاح التدخل المبكر وضرورة توسيع الوصول والمشاركة للخدمات، وضمان الجودة عند تطبيق النماذج المختلفة، وتحديد وتحقيق الكفاءة الثقافية، وضرورة الاستجابة للاحتياجات الخاصة بكل فئة وأهمية تعزيز البنية التحتية لبرامج التدخل المبكر، وتقدير التكاليف والاختيار بين الاستثمارات البديلة من برامج التدخل المكلفة.
المقدمة:
إن المقصود بالتدخل المبكرEarly Intervention هو تحديد وتوفير الدعم المبكر الفعال للأطفال المعرضين لخطر ضعف النتائج في مختلف الجوانب، ومن ثم يعمل التدخل المبكر الفعال على منع حدوث المشكلات أو معالجتها عند حدوثها قبل أن تتفاقم المشكلات وتتصاعد، كما أنه يساعد على تعزيز مجموعة كاملة من نقاط القوة والمهارات الشخصية التي تعد الطفل لحياة الكبار، فيشير التدخل المبكر إلى نظام من الخدمات المصممة لتحقيق نتائج أكاديمية واجتماعية أفضل للأطفال منخفضي الدخل والمعرضين لمخاطر الصعوبات الأكاديمية في سن ما قبل المدرسة، بالإضافة إلى الخدمات التي تقدم للأطفال ذوي الإعاقات الولادية التي تعيق نموهم الطبيعي. ومنها على سبيل المثال: مشروع التدريب المبكر، ومشروع هاي وبيري وسكوب ومشروع هيد ستارت (Shearer, Papanikolaou, Meiser, McKinnon, Dalgleish, Smith, Dixon, & Byford, 2018, 773).
والتدخل المبكر كما أشار Knight, Landry, Zucker, Merz, Guttentag, & Taylor (2019, 891) هو تقديم الخدمات للأطفال في سن المدرسة أو أقل من المعرضين لخطر ظهور حالة تعوق أو ستعوق نموهم مثل الضعف الجسدي أو الانفعالي أو النفسي أو يعانون من ظروف غير مواتيه في المنزل (مثل عدم استقرار الظروف الأسرية، والصعوبات المادية) التي تؤثر سلبًا على تقدير الطفل لذاته أو أدائه المعرفي (الفكري)، أو الدافع إلى التحصيل والانجاز. يمكن أن يكون التدخل المبكر علاجيًا (تصحيح مشاكل النمو الموجودة بالفعل) أو وقائيًا (منع حدوثها)، ويمكن أن يشمل التدخل المبكر الطفل وحده أو يشمل الأسرة بأكملها. كما تبدأ الخدمات المتاحة للأطفال المعرضين للخطر وأولياء أمورهم بالتعرف والفرز ثم التقييم والتشخيص وتنتهي بالإحالة إلى الخدمات التي تقدمها أي مجموعة من إدارات التعليم بالولاية والوكالات العامة (مثل إدارات الصحة والخدمات البشرية) والمنظمات الخاصة.
ويمكن أن تتخذ برامج التدخل المبكر أشكال مختلفة من برامج الزيارة المنزلية لدعم الآباء إلى البرامج المدرسية لتحسين المهارات الاجتماعية والانفعالية للأطفال، ويري الباحثون أن التدخل المبكر قد يكون له تأثير أقوى عند تقديمه خلال السنوات القليلة الأولى من الحياة حيث أنه يعزز من فرص حياة الأطفال في بيئة مناسبة وحصولهم على تعليم ملائم عام ومجاني ومراعاة نقاط قواهم وعدم تمييزهم على أساس اعاقاتهم. (Makrygianni, Gena, & Reed, 2018)
وغالبا ما تركز برامج التدخل المبكر على دعم أربعة جوانب رئيسية لنمو الطفل: النمو البدني والمعرفي والسلوكي والاجتماعي والانفعالي ومن ثم يكون له الكثير من الاثار الإيجابية على حياة الطفل مدي الحياة فكما أوضح (Nahmias, Pellecchia, Stahmer, & Mandell 2019, 1200)
ü يشمل النمو البدني على صحة الأطفال البدنية ونضجهم ووجود أو عدم وجود إعاقة جسدية لديهم ويوفر الأساس للنمو الإيجابي من خلال الأنشطة التي تستهدفها برامج التدخل المبكر مثل تحسين نتائج الولادة وتقليل حدوث الأمراض المعدية وتقليل السمنة لدى الأطفال.
ü يشتمل النمو المعرفي على اكتساب الأطفال لمهارات الكلام واللغة وقدرتهم على القراءة والكتابة وقدراتهم الحسابية وفهمهم لحل المشكلات المنطقية وهو ما يرتبط بنجاح الطفل في المدرسة ودخوله سوق العمل.
ü يتضمن النمو السلوكي قدرة الأطفال على مراقبة وتنظيم سلوكهم وانتباههم ودوافعهم وترتبط مهارات التنظيم الذاتي لدي الأطفال بقدرتهم على تكوين علاقات إيجابية مع الآخرين ونجاحهم في المدرسة.
ü يتضمن النمو الاجتماعي والانفعالي وعي الأطفال باحتياجاتهم الانفعالية والاحتياجات الانفعالية لدي الآخرين وتنمية تقدير الأطفال لذواتهم وقدرتهم على إدارة المشاعر السلبية ويرتبط ذلك بقدرة الطفل على تكوين علاقات إيجابية مع الآخرين وزيادة السلوك الاجتماعي الايجابي وتحسين تقدير الذات.
ولقد اتفقت النظريات مع أراء الخبراء السيكولوجيين Smith, Flanagan, Garon, & Bryson (2015, 1858) على أن الاستعداد والبيئة يشكلان سلوك بل وحياة الشخص فكل طفل يولد ولديه قدرات وسمات شخصية معينة (الاستعداد) غير أنه يكون عرضة للتأثر بوالديه أو البيئة التي يعيش فيها، ومن ثم تحتل برامج التدخل المبكر مكانة فريدة في مجال التعليم لما لها من جذور تاريخية في مجال التربية الخاصة كما تستخدم منهجية تعليمية متكاملة لتصبح أكثر توافقًا في مجال التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة لها جذور راسخة في النظريات السلوكية لبافلوف وسكينر والنظرية المعرفية السلوكية عند بندورا (التعلم الاجتماعي) بخلاف كونها تجمع بين السلوكية الجديدة وتحليل السلوك، وأهم الاسهامات الرئيسية له في ضوء تلك النظريات أنها تستند الي التدريس العرضي والتقييم الوظيفي ودعم السلوك الإيجابي والتعليم المنظومي وكذلك الانتباه إلى الممارسات الفردية والتقييم لرصد التغييرات لدي الأطفال. كما أن التدخل المبكر له جذور عميقة في النظرية البنائية وتتمثل الاسهامات الرئيسية له من منظور تلك النظرية في فهم محتوى نمو الأطفال وتقدير أهمية المبادرة الذاتية للأطفال وتفاعلاتهم مع البيئة والاعتراف بالدور الرئيس الذي يلعبه الكبار كوسيط في تعليم الأطفال. كما أثرت نظرية التحليل النفسي عند فرويد وأدلر ويونج في برامج التدخل المبكر ويظهر ذلك بوضوح في التركيز على تقوية العلاقات بين القائمين على تقديم الرعاية للأطفال والنمو الاجتماعي الانفعالي لدى الصغار وهذا ما يمكن الأطفال من التفاعل مع البيئة من خلال اللعب وتعلم المهارات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي والتواصل والإبداع.
ويكمن سبب فاعلية برامج التدخل المبكر فيما يلي:
· أنها تستلزم تعليم الطفل في فصول التعليم العام مع التركيز على المشاركة الاسرية وتوفير التدريب المناسب لها سواء كان في البيت أو المدرسة.
· النظر الى الاسرة متمثلة في الاب أو الام أو الاخوة أنها هي رفيق اللعب الأول في حياة الطفل ومن خلالها يكون الطفل في مرحلة الرضاعة رابطة انفعالية إيجابية مع الآخرين من خلال اللعب.
· أنها تركز على وضع برنامج فردي لكل طفل بما يتناسب مع قدراته وطاقاته فالبرامج التي تناسب الجميع لم تعد فاعلة.
· ويمكن القول إن فاعلية برامج التدخل المبكر ترجع الى قوة العلاقة بين جميع الأشخاص المعنيين بتقديم الخدمات والرعاية للطفل فالعلاقة بين مقدم الرعاية والاسرة تؤثر في العلاقة بين الاسرة والطفل وهذا بدوره يحقق نتائج إيجابية للطفل واسرته.
والهدف الرئيسي من البرنامج الفيدرالي (برنامج التعليم المبكر للأطفال ذوي الاعاقات والذي يرمز له بـ HCEEP) كما أوضح Odom & Wolery (2003, 164) هو وضع نماذج فعاله للتدخل المبكر ونشرها لجميع الأطفال ذوي الاعاقات. ويمكن تقسيم تلك النماذج إلى: نماذج مباشرة التأثير ونماذج غير مباشرة التأثير والفوائد الاجتماعية. ويقصد بالتأثير المباشر أهداف البرنامج المصممة لتغيير سلوك الطفل والأسرة بشكل مباشر. ومعظم برامج التدخل المبكر تري أن تغيير سلوك الطفل ودعم الأسرة من الأهداف الأساسية لها بينما يقصد بالتأثير غير المباشر إلى التغييرات التي تظهر على الطفل وأفراد الأسرة والتي من شأنها المساعدة على أن يعيش الطفل في بيئة أقل تقييدًا لقدراته هذا بالإضافة الي رغبة الأسرة أو المجتمع في الالتزام بالطفل وبقائه في المنزل والمجتمع. ومن ثم يمكن القول إن برامج التدخل المبكر لا تفيد الطفل والاسرة فقط بل والمجتمع كذلك، لأنها عندما تساعد الوالدين على بقاء أطفالهم في المنزل وبالتالي تقليل تكاليف البقاء في المؤسسات التي يجب على المجتمع تحملها، ولذا قد يطلق على برامج التدخل المبكر برامج التدخل التي تتم في المنزل أو التي تركز على المركز أو التي تجمع بين المنزل والمركز فهي جميعها تقدم الخدمات للأطفال في المنزل بهدف مساعدة الاسرة على اكتساب مهارات تدخل فعالة لاستخدامها مع الطفل (Ruocco, Gordon, & McLean, 2016, 29-30).
ولعل نجاح خدمات التدخل المبكر يرجع الى عدة نقاط قدمها Shonkoff (2002) كما يلي:
· توسيع الوصول والمشاركة حيث أن صغار الأطفال كثيرا لا يحصلون على الخدمات التي يحتاجونها وربما يرجع سبب ذلك الى عدم توصيل البرنامج بشكل فعال للطفل أو أن الاسرة لا ترغب في المشاركة أو تختار عدم المشاركة فيه ومن ثم تسعي برامج التدخل المبكر الى توسيع فرص وصول الطفل الى الخدمات ومشاركة الاسرة فيها.
· ضمان قدر أكبر من مراقبة الجودة وخاصة عند تطبيق النماذج الناجحة على نطاق واسع فالكثير من مؤسسات تعليم الأطفال ذوي الاعاقات تقوم بتطبيق النماذج والبرامج بشكل جماعي لتقليل اعداد الاخصائيين المشاركين وتقديم تلك البرامج بأجر زهيد وبالتالي يكون البرنامج أقل جودة وهذا ما تساهم في التغلب عليه برامج التدخل المبكر.
· تحديد وتحقيق الكفاءة الثقافية حيث أنه من السياقات الهامة التي ينمو فيها صغار الأطفال ثقافة الأسرة والمجتمع الذي يعيشون فيه. وبالتالي أصبحت الدعوة إلى خدمات التدخل المبكر ذات الكفاءة الثقافية مهمة سياسية متنامية فينبغي أن تخدم مثل هذه البرامج المجتمع الذي تقدم فيه.
· تحديد الاحتياجات الخاصة التي تميز كل فئة من فئات التربية الخاصة والاستجابة لها فعند وضع برامج التدخل المبكر يؤخذ بعين الاعتبار المشاكل الاسرية التي من الممكن أن يكون لها اثار سلبية على حياة الطفل فوجود الطفل في اسرة تمارس العنف الاسري أو تتعاطي المخدرات أو لوالدين معاقين عقليا أو يعانون من امراض مثل اكتئاب الأمهات ومن ثم ينبغي في تلك البرامج توفير الخبرة المهنية المتخصصة المطلوبة لتلبية الاحتياجات الأسرية.
· تعزيز البنية التحتية حيث تسعي برامج التدخل المبكر الى الربط ما بين السياسات وأنظمة الخدمات التي تم وضعها بصورة فردية لتناسب الأطفال كل على حسب اعاقته.
· تقدير التكاليف والاختيار بين الاستثمارات البديلة فقد أصبحت برامج التدخل المبكر على خلاف برامج التدخل الأخرى أكثر تركيزا ليس فقط على التكاليف سواء على نطاق الاسرة أو المجتمع بل وكذلك على فاعلية تلك التكاليف.
المراجع:
Shonkoff, J. (2002). Through the Kaleidoscope: Viewing the Contributions of the Behavioral and Social Sciences to Health. Washington (DC): National Academies Press (US. Early Childhood Interventions: Theories of Change, Empirical Findings, and Research Priorities. Available from: https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK220831/
Odom, S., & Wolery, M. (2003). A Unified Theory of Practice in Early Intervention/Early Childhood Special Education. The Journal of Special Education, 37, 164 - 173.
Shearer, J., Papanikolaou, N., Meiser, S. R., McKinnon, A., Dalgleish, T., Smith, P., Dixon, C., & Byford, S. (2018). Cost‐effectiveness of cognitive therapy as an early intervention for post‐traumatic stress disorder in children and adolescents: a trial-based evaluation and model. Journal of Child Psychology & Psychiatry, 59 (7), 773–780. https://doi.org/10.1111/jcpp.12851
Knight, D. S., Landry, S., Zucker, T. A., Merz, E. C., Guttentag, C. L., & Taylor, H. B. (2019). Cost‐Effectiveness of Early Childhood Interventions to Enhance Preschool: Evidence from a Randomized Experiment in Head Start Centers Enrolling Historically Underserved Populations. Journal of Policy Analysis & Management, 38(4), 891–917. https://doi.org/10.1002/pam.22145
Makrygianni, M. K., Gena, A., & Reed, P. (2018). Real-World Effectiveness of Different Early Intervention Programs for Children with Autism Spectrum Disorders in Greece. International Journal of School & Educational Psychology, 6(3), 188–196.
Nahmias, A. S., Pellecchia, M., Stahmer, A. C., & Mandell, D. S. (2019). Effectiveness of community‐based early intervention for children with autism spectrum disorder: a meta‐analysis. Journal of Child Psychology & Psychiatry, 60(11), 1200–1209. https://doi.org/10.1111/jcpp.13073
Smith, I., Flanagan, H., Garon, N., & Bryson, S. (2015). Effectiveness of Community-Based Early Intervention Based on Pivotal Response Treatment. Journal of Autism & Developmental Disorders, 45(6), 1858–1872. https://doi.org/10.1007/s10803-014-2345-x
Ruocco, S., Gordon, J., & McLean, L. A. (2016). Effectiveness of a School-Based Early Intervention CBT Group Programme for Children with Anxiety Aged 5-7 Years. Advances in School Mental Health Promotion, 9(1), 29–49.
تعليقات
إرسال تعليق